الكونشرتو في العصر الكلاسيكي:
تطور
الكونشرتو الكلاسيكي من الكونشرتو المنفرد لعصر الباروك وقد تم هذا التحول على يد
أبناء باخ وبالـذات كارل فيليــب أيمانويــل باخ وجوهان كريستيان باخ علاوة على
بعض المؤلفين الإيطاليين مثل
لوكاتللي
Locateli وتارتيني Tartini وقد ظل الكونشرتو محتفظاً
بتكوينه في ثلاث حركات كما كان في عصر الباروك ولكن الصياغة الداخلية للحركات ظلت
تتبع صياغة الصوناتا الكلاسيكية ولم تستعمل بداخله حركة المينويت والتريو والتي
استقرت كحركة ثالثة في السيمفونية أو في بعض مؤلفات الصوناتا عند كل من هايدن
وموتسارت ومعظم صوناتات بتهوفن.
الحركة الأولى في الكونشرتو:
تتبع صيغة الصوناتا لكنها تتميز بوجود قسمي
عرض: عرض أول (مقتضب) تؤديه الاوركسترا وينتهي في السلم الأساس ثم عرض ثان بكل
متطلبات قسم عرض الصوناتا وفيه تبدأ الآلة المنفردة بالأداء وبعدها تتناوب مع
الاوركسترا في عزف القسم الذي ينتهي بالاوركسترا يتبع ذلك قسم التفاعل وتتناوب الآلة المنفردة مع
الاوركسترا في أدائه بعدها يأتي قسم إعادة العرض وقد يأتي مختصراً وقبل نهايته تتوقف
الاوركسترا على تآلف الدرجة الأولى في قلبه الأول
( 6/4 T )
ليؤدي العازف المنفرد الكادنزا . والكادنزا Cadenza كانت في مبدأ الأمر ارتجالاً حرا يستعرض فيها العازف المنفرد
مهارات الأداء ومهارات التأليف عنده ثم بعدها قام المؤلف بنفسه بالتأليف ، وهناك
حالات قام بها مؤلف آخر بتأليف كادنزا لكونشرتو من تأليف آخر يليه تذييل يؤديه
الاوركسترا بمفرده أو بمصاحبة الآلة المنفردة.
الحركة الثانية:
بطيئة
غنائية تخلو من استعراض مهارات الأداء وتعتبر وكأنها فاصل هادىء بين الحركتين النشطتين صيغتها في أغلب الأحيان
ثلاثية وأحياناً لحن وتنويعاته ولا توجد بها كادنزا.
الحركة الثالثة:
سريعة
نشطة تتميز بكثير من الأجزاء التي تستعرض مهارات الأداء وصيغتها في أغلب الأحيان
روندو أو صوناتا روندد فورم ولها كادنزا قرب نهايتها.
موسيقى المجموعات الصغيرة:
ظهرت
في العصر الكلاسيكي في النمسا بالذات مؤلفات لمجموعات آلية صغيرة متنوعة في
تكوينها تحت اسم السبريناده Serenade
والكاساشيونQassation والديفرتيمنتو divertimento وهي نوع من التأليف
الموسيقى الذي يعتمد على مجموعة من الحركات أو الرقصات الصغيرة التي تتراوح ما بين
أربع حركات وعشر حركات حلت محل المتتالية في عصر الباروك ولكنها تتميز بخفة الطابع
والبعد عن الدرامية وتعزف في المناسبات الاحتفالية داخل أو خارج القصور.
كما
ألف هايدن حوالي 66.
وموتسارت
حوالي 30 أهمها سبريناده هافنز وموسيقى ليلية صغيرة.
موسيقى الحجرة:
اتسمت موسيقى الحجرة
في العصر الكلاسيكي بنفس سمات الكلاسيكية وتخلت أيضا عن مصاحبة الباص المتصل وكان الرباعي الوتري أهم أنواع
موسيقى الحجرة إلى جانب صوناتا
البيانو.
ويكتب
الرباعي الوتري لآلتي الكمان وآلة الفيولا وآلة التشيلو ويعتمد في صياغته على
تكوين الصوناتا بحركاتها الأربع بنفس البناء الداخلي لكل حركة.
وقد
يظهر الرباعي بشكل مختلف من ناحية تكوينه كأن يكون لثلاث آلات وترية مع الفلوت أو
الأبوا أوالبيانو.
ولقد
ظهرت تجميعات لموسيقى الثلاثيات (Trio) والثنائيات إلى جانب صوناتا
الكمان بمصاحبة البيانو.